س: في بعض الكتب يذكر هذا القول: "لولا محمد (صلى الله عليه و سلم) ما خلقت أحدا من خلقي." ويفهم من سياق الكلام أن هذا القول نسب إلى الله تعالى. السلفية يقولون بأن هذا القول باطل و أن ليس هناك خبر ثابت عن النبي (صلى الله عليه و سلم) بنفس المعنى. و ما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة في نفس الموضوع؟ هل نحن أيضا نعتقد بأن هذا القول باطل وأن ليس هناك حديث ثابت بنفس المعنى؟
ج: هذا الحديث بهذه الألفاظ ليس بثابت ولكن معناه صحيح ثابت من أحاديث أخر قال علي القاري في موضوعاته الكبير (754): حديث "لولاك لما خلقت الأفلاك" قال الصغاني : إنه موضوع كذا في الخلاصة لكن معناه صحيح.
فقد روى الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا "أتاني جبريل فقال : يا محمد! لولاك ماخلقت الجنة ولولاك ما خلقت النار" ، وفي رواية ابن عساكر "لولاك ما خلقت الدنيا".
قال الشيخ المحدث محمد يونس جونبوري في كتابه اليواقيت الغالية في تحقيق وتخريج الأحاديث العالية :فأما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم في مستدركه (2/615) من طريق عمرو بن أوس ثنا ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن بن عباس قال : " أوحى الله إلى عيسى : يا عيسى! آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن" ، وعزاه في شرح المواهب (1/44) لأبي الشيخ في طبقات الأصفهانيين وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأقره التقي السبكي في شفاء السقام (162) والبلقيني في فتاويه ، لكن قال الحافظ الذهبي في مختصره : أظنه موضوعا على سعيد.
وأورد في الميزان في ترجمة عمرو بن أوس وقال : يجهل حاله والخبر منكر وأظنه موضوعا ، وأقره الحافظ بن حجر في اللسان ولم ينفرد به عمرو بن أوس فقد أخرجه أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين (ص 3/287) من طريق سعيد بن أوس الأنصاري عن سعيد بن أبي عروبة ولكنه موقوف عنده (اليواقيت الغالية 2/192)
Answered by:
Checked & Approved: